ذكر عارف شيخو أنه في الفترة التي كان العالم وكردستان يعيشان حالة من الأزمة والفوضى الكبيرة، بدأ حزب العمال الكردستاني بالنضال كقوة للحل، وقال بهذا الخصوص: "لقد بدأ حزب العمال الكردستاني مثل حركة تاريخية، وخاض نضالاً عظيماً على مدى 45 عاماً، ونستذكر شهدائنا في هذا النضال، وندين العزلة المفروضة منذ سنوات طويلة على القائد أوجلان، حيث أن القائد أوجلان أنشأ حركة بحيث بإمكانها حمل عبء العالم بأجمعه، ويناضل من أجل الإنسانية جمعاء، وأن يكون أملاً لجميع الشعوب المضطهدة، ولذلك، فإننا نقول بأن حزب العمال الكردستاني هو ليس حزباً كلاسيكياً، وكان هناك العديد من الأحزاب قبله، حيث كانت تتواجد عشرات الأحزاب في كل من العالم وكذلك كردستان، ولكن، كلما تزايد عدد الأحزاب، زادت مشاكل المجتمع أيضاً واشتدت حدتها، ولم يتصرف القائد أوجلان مثل هذه الأحزاب الكلاسيكية، حيث قام بتقييم التاريخ وتقييم الإنسانية، وشرح من أين جاءت وكيف خلق الحاكم والمضطهد الأول، وماذا فعل الناس، وماذا فعلت المرأة، وماذا فعل الرجل، وكيف أصبح الإنسان عبداً، وما هي المراحل التي مرت بها البشرية؟ لقد أجرى بحثاً عن جميع هذه الأمور، وقام بتحليلها وأخذ النتائج منها.
وقد حصلت العديد من الثورات في كردستان، واُرتكبت المجازر، وانتفضت العشرات من الأحزاب باسم الكردياتية، إلا أنه كلما تزايد عدد الأحزاب، تفاقمت الأزمة والفوضى حدةً، وابتعد الإنسان من جوهره وترابه، حيث انتفض حزب العمال الكردستاني وسط هذه الفوضى والارتباك، وقد أنشأ القائد أوجلان حزب العمال الكردستاني في العام 1978، ولكن مع ذلك، يجب طرح هذا السؤال؛ لماذا وكيف نشأ حزب العمال الكردستاني؟ يجب على المرء العودة إلى التاريخ قليلاً لفهم هذا الأمر، لقد تطورت النزعة العنصرية والقومية الأحادية ضمن المجتمعات على وجه الخصوص في القرنين التاسع عشر والعشرين مع بداية الدول القومية، حيث أن روسيا السوفييتية طرحت نفسها كبديل، إلا أنها أصبحت بديلاً حتى مستوى معين".
حزب العمال الكردستاني ليس حركة تأسست على أساس أمة واحدة
وذكر شيخو في دوام حديثه أن حزب العمال الكردستاني يناضل بفلسفة القائد عبدالله أوجلان من أجل البشرية جمعاء، وتابع حديثه قائلاً: "لقد حصلت عشرات الثورات في كردستان، البعض منها كان باسم الدين والبعض كان باسم القومية، والبعض الآخر كان أيضاً باسم العشيرة، إلا أن أي واحدة منها لم تتمكن من تحقيق النتيجة المنشودة، حيث أسفرت هذه الثورات أيضاً عن ارتكاب المجازر والتهجير والإبادة الجماعية، ففي العام 1961 انتفض البارزاني، إلا أن نتيجتها كانت مجازر الأنفال وحلبجه، وكانت الأحزاب التي كانت قد ثارت، كانت من أجل تحقيق أهدافها وفرض نفسها، ولم تشمل أهدافهم وحدة واستقرار كردستان، فيما أن انطلاقة حزب العمال الكردستاني لم يكن على ذلك النحو، ولم يكن حزب العمال الكردستاني قط حركة تعتمد على أمة واحدة بحد ذاتها، وبالأساس، لو كان كذلك، لكان شهيده الأول سيكون شخصاً كردياً، كما أن الشهيد الأول لحزب العمال الكردستاني في سوريا كان عزيز عرب، وهو أيضاً لم يكن كردياً، واتخذ القائد أوجلان الخطوة الأولى لنضال تاريخي في كردستان بحيث احتضن الإنسانية جمعاء.
ولم يمنح أي دين أو دولة أو حزب المرأة دوراً، فقد تم سد الطريق دائماً أمام المرأة منذ عهد السومريين حتى الآن، حيث اُعتبرت المرأة على الدوام مثل مشكلة، وقد قام القائد أوجلان بتقييم هذا الأمر، وحاول فهمه وإيجاد الحلول لهذه المشاكل، ووجد القائد أوجلان نفسه مسؤولاً تجاه هذه الأمور، كما أدرك أنه بإمكانه أن ينتفض بقوة عظيمة جداً، ومن أجل غرض عظيم كهذه انطلق حزب العمال الكردستاني، ففي البداية، وحتى الآن، يرى البعض حزب العمال الكردستاني كحزب كلاسيكي، أو أنهم يظنون وفقاً لهم أن حزب العمال الكردستاني يسعى إلى دولة قومية، وأن مطالبه هو دولة قومية، وبالأساس، لوكان الهدف المنشود هو هذا الأمر، لما كانت الدول المهيمنة معادية لحزب العمال الكردستاني والقائد أوجلان لهذه الدرجة، ولما كانت المؤامرة قد تمت منذ العام 1998، وإذا كانت المؤامرة لا تزال مستمرة، فبالطبع هناك سبب مختلف لذلك الأمر، حيث أن القائد أوجلان أراد أن يغير النظام الحالي، ووجد أن النظام الحالي هو نظام خاطئ.
كما وجد أن هناك أخطاء كبيرة انطلاقاً من العلاقة بين المرأة والرجل إلى العلاقة بين الإنسان والطبيعة، وقد بذل القائد أوجلان جهوداً عظيمة وقدم تضحيات من أجل إيجاد حلول للأخطاء الحالية، فإذا تم احتجازه في زنزانة انفرادية على مدى 24 عاماً، فهذا هو السبب، نعم، إنه يقدم تضحيات كبيرة، لأن هدفه عظيم، وقد حقق القائد أوجلان جميع هذه الأمور في ظل انعدام الإمكانيات، فلم يكن هناك أي شيء في كردستان سوى انعدام الإمكانيات والقمع والتجويع والاعتقال والموت، وعلى الرغم من كل هذه الأمور، قام القائد أوجلان مع رفاق دربه باتخاذ خطوات عظيمة".
النظام الحالي بات عاجزاً، والحل الوحيد هو حزب العمال الكردستاني
وأوضح شيخو أن النظام الحالي مبني على ذهنية الشخص الواحد، أو العشيرة الواحدة أو الذهنية الواحدة، وقال بهذا الصدد: "لقد تحققت ثورة روج آفا من خلال الفلسفة العظيمة للقائد أوجلان كنتيجة للنضال الممتد على مدى 45 عاماً، حيث أن قوات سوريا الديمقراطية (QSD) ومجلس سوريا الديمقراطية (MSD) هما نتاج فلسفة القائد أوجلان، فعلى الرغم من جميع الهجمات والحصار، يتم خوض مقاومة عظيمة، وهذا الأمر نتاج للخطوات التاريخية للقائد أوجلان، إذ يواجه مجلس سوريا الديمقراطية (MSD) العالم بمشروع الأمة الديمقراطية، فهناك في كل من سوريا وكذلك كردستان العديد من الأحزاب والتنظيمات والقوى، إلا أنه ليس لدى أي واحد منهم مشروع مثل مجلس سوريا الديمقراطية، فجميعهم يسعون خلف مصالحهم الخاصة، حيث أن عائلة البارزاني هي المتسلطة منذ فترة التسعينيات، ولكن هل هم راضون عنهم؟ لقد وضعوا كل شيء تحت سيطرتهم، ولا يمكن لأحد القيام بأي شيء خوفاً منهم، وقد ظهرت عشرات الأحزاب في سوريا، في حين أن سوريا تحترق، والفوضى تعم كل مكان، ماذا فعلوا من أجل إيجاد الحل، وأي مشروع خلقوه؟ وماذا فعل الذين يظهرون أنفسهم على أنهم أكثر كرداً؟ ذهبوا إلى عفرين وحاربوا ضد الكرد، والأمر الوحيد الذي يقومون به هو تعميق الأزمة والفوضى في المنطقة، وينبغي على العالم أن يشعر بهذا الظلم.
ويتعرض الأطفال للقتل في قطاع غزة، ما الضرر الذي ألحقه هؤلاء الأطفال بأحد، ولماذا يُقتلون؟ وفي إيران، تتعرض امرأة للقتل بسبب ظهور شعرها، من يهتم بشعر تلك المرأة؟ لماذا تحدث هذه الأمور؟ وإلى ماذا تعني كل هذه الأمور؟ النظام عاجز بشكل جاد، حيث أن الأنظمة الحالية مبنية على عشيرة أو شخص أو ذهنية واحدة، وهي ليست لصالح المجتمعات أو الإنسانية، ولهذا السبب، إذا لم يقم أي مجتمع ببناء نفسه، فإنه سوف يفنى، وينبغي على كل مجتمع أن يعمل على تنظيم نفسه، وإدارة نفسه، ويجب أن يتحد المجتمع والطبيعة معاً، ويجب أن تعيش كل من المرأة والرجل والطفل والمسن على قدم المساواة، وأن تكون علاقاتهم على مبدأ السياسة الأخلاقية وأن يتحدوا مع الطبيعة، وفي النهاية، أودُ أن أقول هذا؛ إن من يقولون أن حزب العمال الكردستاني هو حزب خطير، ليشاهدوا الشهداء، فإذا ما قاموا بالتقييم بطريقة صحيحة، فحينها سوف يرون أن حزب العمال الكردستاني هو الطريق الوحيد للحل من أجل الإنسانية، وإلا، فإن الإنسانية ستتسمم بالذهنية الشوفينية والطائفية لقرون أخرى، وسيؤدي إلى عواقب أشد خطورة مما هي عليه اليوم".